الباب الثامن
إن العمل الإنساني الخلاق هو الوسيلة الوحيدة أمام المجتمع لكي يحقق أهدافه.
العمل شرف. والعمل حق. والعمل واجب. والعمل حياة.
إن العمل الإنساني هو المفتاح الوحيد للتقدم.
إن طبيعة العصر لم تعد تقبل وسيلة للأمل غير العمل الإنساني.
لقد استطاعت مجتمعات أخرى في قرون سابقة أن تحقق انطلاقها بتوفير الاستثمارات للتنمية الوطنية عن طريق نهب أموال المستعمرات واستغلال ثروات الشعوب وتسخيرها للعمل العبودي من أجل غيرها.
وفي مجتمعات أخرى تحقق الانطلاق تحت ظروف سخرت فيها الطبقة العاملة، بطريقة تتنافى من الإنسانية، لصالح الاحتكارات الرأسمالية الوطنية أو الأجنبية.
كذلك تحقق في تجارب أخرى، تحت ضغط بالغ القسوة على الأجيال الحية، سلبها كل ثمار عملها من أجل الغد الموعود الذي لم تستطع أن تراه، أو وصلت إليه وهي تحمل على قلبها أقفالاً من الكبت النفسـي وتؤرق خيالاتها أشـباح من الإرهاب والطغيان.
إن طبيعة العصر لا تحتمل ذلك كله الآن.
إن البشرية تنبهت إلى شرور الاستعمار ونذرت نفسها للقضاء عليه.
والطبقة العاملة لا يمكن أن تساق بالسخرة إلى تحقيق أهداف الإنتاج. والطاقات المبدعة للشعوب تستطيع أن تصنع الغد دون أن تساق إليه بحمَّامات الدم الجماعية.
إن التقدم العلمي يجعل الوصول إلى الانطلاق بغير هذه الوسائل البالية كلها أمراً ممكناً وقابلاً للتحقيق.
كذلك فإن طبيعة العصر ومثله العليا تجعل استعمال مثل هذه الوسائل القديمة أمراً مستحيل الحدوث.
إن العمل الوطني المنظم القائم على التخطيط العلمي هو طريق الغد.
إن العمل الوطني على أساس الخطة لا بد أن يكون محدداً أمام أجهزة الإنتاج على جميع مستوياتها. بل إن مسؤولية كل فرد في هذا العمل يجب أن تكون واضحة أمامه حتى يستطيع أن يعرف في أي وقت من الأوقات مكانه في العمل الوطني.
إن ذلك يقتضي أن تتحول الخطة الشاملة، في أهدافها الاقتصادية والاجتماعية، إلى برامج تفصيلية تكون في متناول يد أجهزة الإنتاج.
إن ذلك يقتضي ربط الإنتاج، كماً ونوعاً، بحدود زمنية تلتزم بها القوى المنتجة، على أن تتم العملية كلها في إطار الاستثمارات المخصصة.
إن الكم والنوع في عملية الإنتاج لا يمكن فصلهما عن حساب الزمن وحساب التكلفة، وإلا أفلت التوازن الحيوي لعملية الإنتاج وتعرضت للأخطار.
والأمر كذلك أيضاً في برامج الخدمات.
إن وعي كل مواطن بمسؤوليته المحددة في الخطة الشاملة، وكذلك إدراكه المحدد لحقوقه المؤكدة من نجاحها، هو فضلاً عن كونه توزيعاً للمسؤولية على نطاق الأمة كلها بما يعزز احتمالات الوصول إلى الأهداف، هو في الوقت ذاته عملية انتقال ثورية بمعنى العمل الوطني من العموميات الشائعة المبهمة والغامضة إلى وضوح ذهني وعمل يربط الإنسان الفرد في نضاله اليومي بحركة المجتمع كلها ويشده في اتجاه التاريخ، كما أنه يوجه به حركة التاريخ في نفس اللحظة.
إن فلسفة العمل الوطني يجب أن تصل إلى جميع العاملين في الوطن في كافة المجالات. بل ويجب أن تصل إليهم بالطريقة الأكثر ملاءمة بالنسبة لكل منهم.
إن ذلك يكفل دائماً أن يكون الفكر على اتصال بالتجربة، وأن يكون الرأي النظري على اتصال بالتطبيق التجريبي.
إن الوضوح الفكري أكبر ما يساعد على نجاح التجربة، كما أن التجربة بدورها تزيد في وضوح الفكر وتمنحه قوة وخصوبة تؤثر في الواقع وتتأثر به، ويكتسب العمل الوطني من هذا التبادل الخلاق إمكانيات أكبر لتحقيق النجاح.
وإنه لمن ألزم الأمور هنا تشجيع الكلمة المكتوبة لتكون صلة بين الجميع يسهل حفظها للمستقبل، كما أنها تستكمل حلقة هامة في الصلة بين الفكرة والتجربة.
إنه من الأمور اللازمة تشجيع كل المسؤولين عن العمل الوطني أن يكتبوا أفكارهم لتكون أمـام المسـؤوليـن عـن التنفيـذ، كـذلك مـن الضـروري تشـجيع كـل القائميـن بالتنفيـذ أن يكتبـوا ملاحظاتهم لتكون أمام المسؤولين عن التوجيه.
إن ذلك أمر لا يمكن أن يترك للصدفة أو الارتجال.
وإنما ينبغي تنظيمه.
إن تنظيمه سوف يوفر للعمل الوطني ذخيرة هائلة بغير حدود لآفاق الفكر ممتزجة بدقائق التنفيذ العملي. إن هذه الذخيرة سوف تسهم في رفع رصيد الكفاية الوطنية وتعميم نطاق الاستفادة بها.
إن فترات التغيير الكبرى بطبيعتها حافلة بالأخطار التي هي جزء من طبيعة المرحلة. على أن التأمين الأكبر ضد هذه الأخطار كلها هو ممارسة الحرية وخصوصاً بواسطة المجالس الشعبية المنتخبة.
إن العمل الوطني كله، وعلى جميع مستوياته، لا يمكن أن يصل سليماً إلى أهدافه إلا بطريق الديموقراطية.
ووسيلة الديموقراطية أن تتوافر الحرية في مراكز الإنتاج جميعاً لكي يتمكن جميع العاملين فيها من أن يعطوا كل جهدهم الفني والوطني من أجل كمال العمل، على أن يتم ذلك بالطبع تحت أحكام تسلسل المسؤولية.
كذلك فإن وسيلة الديموقراطية أن تتحقق سلطة المجالس الشعبية على جميع مراكز الإنتاج وفوق كل أجهزة الإدارة المركزية أو المحلية.
إن ذلك يضمن للشعب باستمرار أن يكون سلطة تحديد أهداف الإنتاج، وأن يكون في الوقت ذاته سلطة الرقابة على تنفيذها.
إن ممارسة النقد والنقد الذاتي تمنح العمل الوطني دائماً فرصة تصحيح أوضاعه وملاءمتها مع الأهداف الكبيرة للعمل.
إن أي محاولة لإخفاء الحقيقة أو تجاهلها يدفع ثمنها في النهاية نضال الشعب وجهده للوصول إلى التقدم.
وإذا سمحت القيادات الشعبية بأن يحدث ذلك فإنها لا تكون مقصرة في حق الشعب الذي صدرها للقيادة فقط، وإنما هي في نفس الوقت تكون قد عزلت نفسها عن جماهيرها وفقدت اتصالها بها، وسلمت بعدم قدرتها على حل مشاكلها، وبالتالي يصبح ولا مفر أمامها من أن تنتحي أو يسقطها الشعب ويسحب منها ما أسلمه إليها من مسؤولية القيادة.
إن حرية النقد البناء والنقد الذاتي الشجاع ضمانات ضرورية لسلامة البناء الوطني، لكن ضرورتها أوجب في فترات التغيير المتلاحق خلال العمل الثوري.
إن ممارسة الحرية على هذا النحو ليست لازمة فقط لحماية العمل الوطني، ولكنها لازمة كذلك لتوسيع قاعدته وتوفير الضمان للذين يتصدون له. فممارسة الحرية على هذا النحو سوف تكون الطريق الفعَّال لتجنيد عناصر كثيرة قد تتردد قبل المشاركة في العمل الوطني، والحرية هي الوسيلة الوحيدة للقضاء على سلبيتها وتجنيدها اختيارياً لأهداف النضال.
إن ممارسة الحرية بعد العملية الثورية الهائلة لإعادة توزيع الثروة الوطنية في يوليو سنة ا96ا لا تشكل خطراً على أمل النضال الوطني، بل إنها صمام أمان له، فإنها تخلق القوة الشعبية القادرة على الانقضاض على كل محاولة للتآمر والقيام بالتفاف يسلب الشـعب ثمار نضاله.
كذلك فإن ممارسة الحرية تخلق القيادات المتجددة للعمل الثوري وتوسع هذه القيادات وتدفعها دائماً إلى الأمام وتخلق قيادة من التفكيـر الجماعي القادر على صد نزعات التحكم الفردي، ومن ثم فهي توفر للعمل الوطني ضمانات بعيدة المدى.
إن حرية القيادات يجب أن تستمد حقها من حرية القواعد الشعبية، ولا تستطيع القيادات أن تمارس عملها بالإكراه والتعصب.
إن القيادة الحقيقية هي الإحساس بمطالب الشعب والتعبير عنها وإيجاد الوسائل لتحقيقها وتجميع قوى الشعب وراء الجهود المحققة لها.
ولا بد في الدستور الجديد من تنظيم عملية رجوع القيادات الشعبية إلى قواعدها وتأكيد مسؤوليتها أمام المنابع الأصلية لقوتها. ولا بد لنا أن نذكر دائماً أن القواعد الشعبية مفعمة بالثورية الطبيعية، وأن ثورية القواعد وإلحاحها الدائم من أجل التقدم سوف تكون قوة دافعة لثورية القيادة.
إن تحريك طاقات الشـعب إلى العمل لا يجب أن يتم عن طريق إغراق الجماهير في الأمل. إن التغيير الكبير بطبيعته يصاحبه تطلع بعيد المدى إلى الأهداف المرجوة من النضال. لكنه من ألزم الواجبات في تلك الفترة أن تتضح أمام الشعب بجلاء صعوبة الوصول إلى الأهداف المرجوة. إن مجرد التغيير الثوري في أوضاع المجتمع القديم لا يحقق أحلام الجماهير، ولكن الجهود المتواصلة هي وحدها القادرة على الوصول إلى الأحلام.
وليس من حق أحد في هذه المرحلة أن يخدع الجماهير بالمنى. وإنما تقتضي الأمانة الثورية أن تكون لدى الجماهير صورة كاملة لمسؤولياتها بلوغاً لآمالها.
إن ذلك أمر ينبغي وضعه موضع الاعتبار طول الوقت، وينبغي أن يصاحبه تقدير للتطلعات الكبرى للجماهير، وتقدير في الوقت ذاته للروح المعنوية لدى المسؤولين عن قيادة العمل تحقيقاً لهذه التطلعات.
والمراهقة الفكرية خطر ينبغي التصدي له والقضاء عليه. إن الذين يجمدون الكفاح الوطني بتفسيرات أو قوالب تحد قدرته على الانطلاق أو تشيع فيه روح التردد إنما يقللون من قوة المجتمع بقدر ضعفهم وعدم قدرتهم على التفكير الخلاق المنبعث من الواقع الوطني.
إن التقدم الوطني لا تحققه كلمات محفوظة عالية الرنين.
إن تحرير الطاقات الخلاقة لأي شعب من الشعوب يرتبط بالتاريخ ويرتبط بالطبيعة ويرتبط بالتطورات السائدة والمؤثرة في العالم الذي يعيش فيه.
ليس هناك شعب يستطيع أن يبدأ تقدمه من فراغ وإلا كان يتقدم إلى الفراغ ذاته.
إن الخطر في المراهقة الفكرية في هذه المرحلة إنما يخلق نوعاً من الإرهاب المعنوي يعرقل التجربة والخطأ.
والقيادات الجديدة المتصدية لتحريك التطوير الوطني قوة هائلة لا بد من حمايتها لتؤدي رسالتها الوطنية بالنجاح المطلوب.
إن الثروة التي يملكها هذا الوطن صانع الحضارة من الخبراء والفنيين في جميع المجالات قيمة هائلة لا بد من الحرص عليها وتنميتها وحمايتها.
وفي بعض الأحيان فإن هذه القيادات في حاجة إلى حمايتها من نفسها.
إن هذه القيادات قد تقع في خطأ توهم أن المشاكل الكبرى للتطوير الوطني تحل شلال التعقيدات المكتبية والإدارية. إن هذه التعقيدات تضع أعباء جديدة على العمل الوطني دون أن تساعده.
إنها قادرة، لو تركت لخطأ وهمها، أن تصبح طبقة عازلة تحول دون تدفق العمل الثوري وتجمد وصول نتائجه إلى الجماهير التي تحتاج إليه. إن أجهزة العمل الإداري ترتكب غلطة العمر إذا ما تصورت أن أجهزتها الكبيرة غاية في حد ذاتها. إن هذه الأجهزة ليست إلا وسائل لتنظيم الخدمة العامة وضمان وصولها على نحو سليم إلى الجماهير.
وبنفس المقدار، فإن التنازع على السلطات يؤدي إلى شلل القيادات العاملة في التطوير الوطني إذ تصبح كل منها عقبة أمام جهود الأخرى، تجمد عملها وتلغي آثاره. كذلك فإن تكديس سلطات كبيرة في أيد قليلة يؤدي دون جدال إلى انتقال السلطة الحقيقية إلى غير المسؤولين عنها بالفعل أمام الشعب.
لقد كان هذا الاعتبار هو المصدر الحقيقي للقانون الثوري الذي صدر بأن يكون هناك عمل واحد للرجل الواحد. إن ذلك لم يكن إجراء عدل فقط، ولكنه كان كذلك محاولة للوصول إلى أن يكون الفرد المناسب في العمل المناسب لخبرته وقدرته.
والقيادات الجديدة لا بد لها أن تعي دورها الاجتماعي، وأن أخطر ما يمكن أن تتعرض له في هذه المرحلة هو أن تنحرف متصورة أنها تمثل طبقة جديدة حلت محل الطبقة القديمة وانتقلت إليها امتيازاتها.
إن قيادة المشروعات الكبرى في عملية التطوير في حاجة أيضاً إلى أن تؤمن بأن الإسراف، حتى وإن لم تتبعه استفادة شخصية، هو نوع من الانحراف، فإنه إهدار لثروة الشعب التي هي وقود معركة التطوير.
والإسراف يشمل التضخم في مصاريف الإنتاج التي لا مبرر لها، كما أنه يشمل في الوقت ذاته عدم تقدير المسؤولية في دراسة المشروعات الجديدة، ويمتد إلى الإهمال في التنفيذ بدون اليقظة الواجبة لسلامة العمل.
إن تلك كلها من سمات مرحلة التغييرات الكبرى ومن أخطارها، ولكن السيطرة عليها والحد من تأثيرها ممكن بممارسة الحرية.
إن العمل الثوري لا بد له أن يكون عملاً علمياً.
إن الثورة ليست عملية هدم أنقاض الماضي، ولكن الثورة هي عملية بناء المستقبل.
وإذا تخلت الثورة عن العلم فمعنى ذلك أنها مجرد انفجار عصبي تنفس الأمة عن كبتها الطويل، ولكنها لا تغير من واقعها شيئاً.
إن العلم هو السلاح الحقيقي للإرادة الثورية، ومن هنا الدور العظيم الذي لا بد للجامعات ولمراكز العلم على مستوياتها المختلفة أن تقوم به.
إن الشعب هو قائد الثورة..
والعلم هو السلاح الذي يحقق النصر الثوري.
والعلم وحده هو الذي يجعل التجربة والخطأ في العمل الوطني تقدماً مأمون العواقب. وبدون العلم فإن التجربة والخطأ تصبحان نزعات اعتباطية قد تصيب مرة ولكنها تخطئ عشرات المرات.
إن مسؤولية الجامعات ومعاهد البحث العلمي في صنع المستقبل لا تقل عن مسؤولية السلطات الشعبية المختلفة.
إن السلطات الشعبية بدون العلم قد تستطيع أن تثير حماسة الجماهير، لكنها بالعلم وحده تقدر على العمل تحقيقاً لمطالب الجماهير.
ومن هذا التصور فإن الجامعات ليست أبراجاً عاجية، ولكنها طلائع متقدمة ستكشف للشعب طريق الحياة.
إن قدرتنا على التمكن من فروع العلم المختلفـة هي الطريق الوحيد أمامنا لتعويض التخلف. بل إن النضال الوطني إذا ما اعتمد على العلم المتقدم يستطيع أن يمنح نفسه فرصة أعظم للانطلاق تجعل التخلف السابق ميزة أمام ما سوف يحققه التقدم الجديد.
إن الأمم التي أرغمت على التخلف، إذا ما استطاعت أن تبدأ الآن معتمدة على العلم المتقدم، تضمن لنفسها نقطة بداية تفوق النقطة التي بدأ منها الذين سبقوها إلى المستقبل، ومن ثم تمنح نفسها قوة اندفاع أشد في اللحاق بهم والسبق عليهم.
إن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي يتصدى شعبنا اليوم لمواجهتها لا بد لها من حلول علمية.
على أن مراكز البحث العلمي الآن مطالبة في هذه المرحلة من النضال أن تطور نفسها بحيث يكون العلم للمجتمع.
إن العلم للعلم في حد ذاته مسؤولية لا تستطيع طاقتنا الوطنية في هذه المرحلة أن تتحمل أعباءها.
لذلك فإن العلم للمجتمع يجب أن يكون شعار الثورة الثقافية في هذه المرحلة. على أن بلوغ النضال الوطني لأهدافه سوف يسمح لنا في مرحلة متقدمة من تطورنا بأن نساهم إيجابياً مع العالم في العلم للعلم.
وليس العلم للمجتمع عقبة تفرض على العلماء أن يلتزموا بمشاكل الخبز المباشرة وحدها. إن ذلك يصبح تفسيراً ضيقاً لرغيف الخبز الذي نريده.
إننا لا نستطيع أن نتقاعس لحظة عن الدخول منذ الآن في عصر الذرة.
لقد تخلفنا من قبل عن عصر البحار وعن عصر الكهرباء. ولقد كلفنا هذا التخلف، مع أن ظروف القهر الاستعماري الرجعي هي التي فرضته علينا، كثيراً، وما زال يكلفنا الكثير. ولكننا مطالبون الآن – وعصر الذرة يشرق فجره على الدنيا – أن نبدأ الفجر مع الذين بدأوه.
إن الطاقة الذرية من أجل الحرب ليست هدفنا، ولكن الطاقة الذرية في خدمة الرخاء قادرة على أن تصنع المعجزات في معركة التطوير الوطني.
على أنه يتعين علينا أن نذكر دائماً أن الطاقات الروحية التي تستمدها الشعوب من مثلها العليا النابعة من أديانها السماوية أو من تراثها الحضاري قادرة على صنع المعجزات.
إن الطاقات الروحية للشعوب تستطيع أن تمنح آمالها الكبرى أعظم القوى الدافعة. كما أنها تسلحها بدروع من الصبر والشجاعة تواجه بهما جميع الاحتمالات وتقهر بهما مختلف المصاعب والعقبات.
وإذا كانت الأسس المادية لتنظيم التقدم ضرورية ولازمة فإن الحوافز الروحية والمعنوية هي وحدها القادرة على منح هذا التقدم أنبل المثل العليا وأشرف الغايات والمقاصد.