بمناسبة يوم الوحدة العربية، أقامت وزارة الثقافة- مديرية الثقافة بدمشق بالتعاون مع الرابطة السورية للأمم المتحدة ندوة في المركز الثقافي بدمشق أبو رمانة، بعنوان: “دور الوحدة في حرية الأمة العربية وتقدمها”.
ألقت فيها الأستاذة الدكتورة بارعة القدسي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي محاضرة عن الوحدة التي قامت في ٢٢ شباط من عام ١٩٥٨، بين سورية ومصر، التي دخلت فيها القومية العربية مرحلة جديدة من مراحل التعبير عن إرادة الأمة العربية. أكدت على تمسك جماهير الأمة العربية بالوحدة طريقاً للخلاص وطريقاً للحرية، وطريقاً للعدالة والتحرير.
واليوم وبعد ست وستين عاماً ما زالت ذكرى الوحدة حاضرة في وجدان أبناء الأمة العربية.
وتساءلت الدكتورة القدسي هل للوحدة مستقبل؟
أجابت إن الوحدة العربية آتية لا ريب فيها، وأن حركة التاريخ لا بد أن تفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق هذه الوحدة.
وقالت ليس معنى ذلك أن الوحدة العربية مستحيلة، فتلك استنتاجات خصوم الوحدة ومناهضيها.
وأكدت أن الأمر متوقف علينا نحن، فبقدر ما نسعى إلى هذا الهدف العظيم فإن تحقيق الوحدة يصبح أيسر منالا. فللوحدة مستقبل عندما نقرر نحن أن يكون لها هذا المستقبل.
واعتبرت أن ما جرى ويجري للعالم العربي منذ وقوع الانفصال وحتى الآن، يثبت أن الوحدة هي الطريق الوحيد لضمان تقدم الأمة وازدهارها وصيانة أمنها والمحافظة على استقلالها وحريتها. وواقع التجزئة هو أقرب الطرق إلى قاع الهاوية وفقدان الهوية وضياع الأمن والعجز عن صيانة الاستقلال وحفظ الكرامة الوطنية.
وأضافت أننا اليوم وفي أجواء ملحمة “طوفان الأقصى” علينا أن نعيد التركيز على أهمية وحدة الأمة العربية، فخلاصها لا يتحقق إلا بوحدتها، وما تفرقت أمتنا يوماً إلا وانكسرت، وما اتحدت يوماً إلا وانتصرت.
فالوحدة حقيقة تاريخية، والتجزئة ستبقى أمراً طارئاً وعارضاً ومؤقتاً وزائلاً لأن التجزئة تتعارض مع الحقيقة التاريخية. وأن النصر لا محالة من نصيب حقائق التاريخ.
وحين نقرأ ما تحدث عنه الرئيس بشار الأسد وهو ضرورة إقامة الوحدة العربية، فإننا سرعان ما ننتهي إلى نتيجة مفادها أن هذا الإيمان الوحدوي والقومي الذي يعمر قلبه وعقله في آن معا، هو من النوع الذي يقترن بالعمل. إنه القول والفعل في الوقت نفسه. ومن يقل ويفعل، فإنه لا محالة بالغٌ مراده.
بعد ذلك قدم الدكتور جورج جبور والدكتورة شهناز فاكوش والأستاذ عبدالله منيني والإعلامي أحمد بوبس والأخ فاضل وفائي مداخلات أكدوا فيها أن هناك أخطاء ارتكبت لكنها لا تبرر الانفصال، والانفصاليين قبضوا أموالاً خارجية للقيام بالانفصال. كما أكدوا أن الوحدة العربية لا يمكن إنكارها وأن جمال عبد الناصر أخرج مصر من فرعونيتها إلى عروبتها.
وأشاروا إلى أن الرئيس الخالد حافظ الأسد عرف أن الوحدة العربية من المحظورات لكنه خرج بمفهوم التضامن العربي.
وأكدوا أن الوحدة العربية تجري في عروقنا كشعب كونها الحل الأمثل للخلاص من الاستعمار.
وحضر الندوة عدد من الشخصيات الفكرية والأدبية والأكاديمية وعدد من قيادة وأعضاء حزب الاتحاد الاشتراكي العربي وعدد من أعضاء الرابطة السورية للأمم المتحدة.